٢٨‏/٠١‏/٢٠١٨، ٧:٥٢ م

كاتب ومتخصص بالشؤون الدولية

أفغانستان ضحية الأطماع الأمريكية

أفغانستان ضحية الأطماع الأمريكية

أطماع الولايات المتحدة في خيرات أفغانستان وثرواتها جعلتها دوماً تتحين الفرص لكي تنقض على هذا البلد وتخضعه لهيمنتها واحتلالها، ولم تكن المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة للمجاهدين الأفغان الذين حاربوا الإحتلال السوفياتي في العقد التاسع عشر من القرن الماضي جزءا من الحرب الباردة التي بلغت ذروتها بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفياتي آنذاك بل مثلت بداية لتثبيت أقدامها في الأرض الأفغانية الغنية بالثروات الطبيعية.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، - مالك عساف،  وضعت الولايات المتحدة عينها منذ وقت بعيد على أفغانستان، تتحين الفرصة لشن هجوم على هذا البلد، حتى وقع حادث الحادي عشر من سبتمبر من العام 2001 وتم استهداف برجي التجارة العالمية في منطقة منهاتن بمدينة "نيويورك" حيث اشارت واشنطن فوراً بأصابع الإتهام إلى تنظيم القاعدة الذي يتخذ من أفغانستان ملاذاً له.

حركة طالبان التي كانت تستشعر الخطر الأمريكي وتدرك مغزى إتهام القاعدة بهجمات نيويورك سارعت إلى نفي تلك الاتهامات عنها وعن "ضيفها" بن لادن، وأدانت تلك الهجمات واعتبرتها "كارثة إنسانية"، لكن الإدانة والنفي لم يشفعا للحركة لدى واشنطن.

وأخذ الرئيس الأمريكي "جورج بوش" قراره بالهجوم العسكري على أفغانستان بعد رفض حركة طالبان تسليم زعيم تنظيم القاعدة إلى الولايات المتحدة بحجة إن واشنطن لم تقدم أدلة على تورط بن لادن في هجمات نيونيوك.

لم يمر شهر على أحداث الحادي عشر من سبتمبر حتى شنت الولايات المتحدة أولى غاراتها على أفغانستان لتعلن من خلالها بدء عملياتها العسكرية على هذا البلد والتي استمرت من 2001 إلى 2014.

الهدف من الحرب كما زعمت واشنطن هو إيجاد أسامة بن لادن وعدد من قيادات القاعدة وتسليمهم للعدالة من أجل محاكمتهم وإنهاء تنظيم القاعدة من الوجود وإزاحة حكم طالبان الذي وفر ملاذاً آمناً للقاعدة ومنحه الغطاء السياسي.

لكن هذه الحرب التي كلفت الولايات المتحدة من  6  إلى 8 تريليونات من الدولارات أزهقت أرواح آلاف الجنود الأمريكيين مع ارتفاع عدد الهجمات التي كانت تتعرض لها القواعد الأمريكية من قبل حركة طالبان التي تحولت إلى قوات تمارس حرب العصابات بمهارة عالية.

ووفقًا لموقع "Icausalities" المعنيّ برصد ضحايا ما يعرف بالحرب على الإرهاب في صفوف القوات الأمريكية فإن أعوام 2009 و2010 و2011 و2012 هي أكثر الأعوام التي شهدت وفيات في صفوف قوات التحالف الأمريكي – التي بلغ عددها الإجمالي 3428 وفقًا لإحصائيات الموقع. الحرب التي أريد لها أن تكون عملية مطاردة لإبن لادن وقيادات القاعدة كانت قاسية جداً على الشعب الأفغاني. 

فهذه الحرب خلفت آلاف القتلى بين صفوف المواطنيين الأفغان من المدنيين العزل، الذين وقعوا ضحايا بين هجمات طالبان والقاعدة وقصف القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي فضلاً عن الدمار الذي لحق بالبنية التحتية والمرافق الأساسية للبلاد.

وفي تقرير نشرته بعثة الامم المتحدة في أفغانستان منتصف العام الجاري صنفت خلاله عام 2011 أكثر الأعوام دموية في أفغانستان، حيث سجلت الأشهر الستة الأولى من هذا العام زيادة بنسبة 15% في عدد الوفيات بين صفوف المدنيين من جراء الحرب.

وقد شكل القصف الجوي الذي تشنه الطائرات المروحية والنفاثة الأمريكية في إطار العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات في أفغانستان الخطر الأكبر الذي يتهدد حياة المواطن الأفغاني.

وما زال عدد ضحايا الحرب الأمريكية في أفغانستان في إرتفاع، إذ بلغ عدد القتلى منذ بدء الحرب في أفغانستان ما يزيد على مئة وخمسين الف قتيل حسب مصادر أفغانية التي أكدت أن هذه الحرب لم تكن يوماً في صالح الشعب الأفغاني./انتهى/

رمز الخبر 1880629

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha